اشتكى عدد من الفنانين من حملات هجوم ممنهجة، عقب أزمة مشاركة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب في ختام النسخة العشرين لفعاليات مهرجان “موازين إيقاعات العالم”، وهي الحملات التي شبهتها الفنانة غادة عبد الرازق بالحملات التي شنت سابقا بمصر على الفنان المغربي سعد لمجرد.
في الوقت الذي اتهم فيه محامي شيرين، المستشار ياسر قنطوش، ما أسماه ب”أطراف معروفة” بالضلوع وراء حملات هجوم منظمة تستهدف النيل من نجاح موكلته، اشتكت عقبها كل من غادة عبد الرازق وأنغام من حملات هجوم واسعة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، تسارع هذه الأحداث دفع موقع “الألباب 360” للتواصل مع الإعلامي اللبناني والناقد الفني الكبير، جمال فياض، للحديث عن هذه الحملات والهجمات المتكررة على عدد من الفنانين العرب، في الفترة الأخيرة.
هل هذه الهجمات التي تستهدف فنانين معروفين مجرد ضريبة للشهرة ؟ أم أن هناك فعلا جهات تسعى لإسقاط أسماء معينة من الساحة الفنية؟
أكد الدكتور جمال فياض أن الأمر يتجاوز كونه مجرد “ضريبة شهرة”، مصرحا :”نعم، الشهرة تجعل الفنان مكشوفاً ومُراقباً طوال الوقت، لكن هناك اليوم فئة تستسهل الإعتداء على كرامات الناس، وتتخذ من وسائل التواصل ساحة مفتوحة للتهشيم والتجريح، غالباً لأسباب شخصية، أحياناً بتوجيه، وأحياناً لمجرد خلق “ترند”.
وأوضح جمال أن القضية لم تعد فقط بين الفنان وجمهوره، بل أصبحت ساحة صراع بين مجموعات لها أجندات، بعضها فني وبعضها سياسي أو تجاري، وهناك من يسعى فعلاً لإسقاط أسماء معينة من الساحة، سواء لأسباب منافسة أو لأهداف أخرى.
ولفت الإعلامي والناقد اللبناني إلى كون سعد لمجرد، شيرين عبد الوهاب، غادة عبد الرازق، أنغام…كلهم فنانون كبار، ولهم جمهور واسع، لكن ذلك لم يمنع موجات الهجوم المنظمة ضدهم، وأحياناً يتم تحويل هفوة صغيرة إلى قضية رأي عام، أو تلفيق قصص غير دقيقة، ويُحكم عليهم قبل أن يُسمع منهم شيء.
كيف يمكن للفنان العربي أن يحمي نفسه اليوم؟
كما أكد فياض على أن الفنان العربي بات اليوم للأسف مضطر لحماية نفسه ليس فقط فنياً، بل إعلامياً وأمنياً وحتى قانونياً، إذ أصبح فعلاً هناك من يلجأ إلى تشكيل فريق إلكتروني أو إعلامي للتصدي لهذه الحملات، وهو أمر لم نكن نراه قبل سنوات، كما أنه لم يعد يكفي أن يكون الفنان موهوباً، بل عليه أن يكون محصناً ضد التشويه والتزوير.
هل هي ظاهرة مصرية خاصة؟
نفى جمال فياض الأمر، قائلا “لا أوافق تماماً، هي حالة عامة في العالم العربي، لكن في مصر بحكم ضخامة عدد المتابعين، يبدو الأمر أكثر حدّة وانتشاراً، في لبنان مثلاً، نعاني من الأمر ذاته، ولكن بوتيرة مختلفة، ومع الأسف، في كل بلد هناك “صيادو الفرص” الذين يتفرغون لتشويه الآخرين.
وفي الختام، دعا الناقد اللبناني الشهير لاحترام الناس لبعضهم، مضيفا :” الجمهور أحياناً يتحول إلى قاضٍ وجلّاد دون معلومة صحيحة، الإعلام مطالب بالتدقيق لا بالتشهير، أما الفنان، فعليه أن يدرك أنه اليوم في مواجهة مفتوحة، وأن الصمت أحياناً لا يفيده، بل يضرّه، وعليه أن يتواصل بشفافية ووعي، وأن لا يستخف بحجم التأثير الذي تسببه معلومة مغلوطة في وقتٍ سريع جداً”.
تعليقات
0