
انهار التنسيق المشترك بين حزبي التقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وتبدد ما راكمه الطرفان من مكاسب منذ إعلانهما بحر السنة ما قبل الماضية 2023، “زواجهما السياسي”، لمواجهة ما يعتبره المكونان تغول الحكومة التي انتخبتها صناديق شتنبر 2021.
ويبدو أن ملتمس الرقابة الذي أسقط المعارضة عوض إسقاط الحكومة منتصف شهر ماي الماضي، كان القشة التي قصمت ظهر قوى المعارضة، وأشعلت نيران الاتهامات والاتهامات المضادة بينها، وجعلتها في حالة من الشرود بدلا من توحيد صفها.
الأمين العام لحزب بالتقدم والاشتراكية، قال وهو يتحدث اليوم السبت في لقاء جمعه بمنتخبي حزبه “إن المغاربة يعتبرون حزب الكتاب الأكثر جدية والقوة التي يمكن أن يُعتمد عليها، لأنها تغلب المصلحة العامة على المصالح الحزبية الضيقة”.
ووجه بنعبد الله رسالة مُبطنة إلى الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر بقوله “إن حزبه يُنظر إليه أيضا كحزب لا ينساق وراء الحسابات السياسية الدنيئة والبئيسة التي تفضل إفشال مبادرات وطنية أساسية مثل ملتمس الرقابة”.
ومن دون ذكره بالاسم، اتهم المتحدث حزب الوردة وقائده بإفشال ملتمس الرقابة، لخدمة أهداف غير معلنة على حد تعبيره، وقال في معرض حديثه عن الموضوع “أعتقد أن المستقبل كشاف، أنداك سنرى في الوقت المناسب أين تسير الأمور بالنسبة للبعض”.
الحزبان المعارضان اللذان دخلا اليوم في حرب، كانا قبل أقل من عامين بصدد بناء تنسيق يروم ما سمته بلاغات صادرة عنهما “تجاوز حالة الركود السياسي المتسم بانحباس النقاش العمومي حول القضايا المجتمعية الأساسية، وتراجع أدوار الوسائط المجتمعية وفي مقدمتها الأحزاب السياسية، بما ينطوي عليه الفراغ من مخاطر تهدد المكتسبات التي حققتها بلادنا ديموقراطيا وتنمويا”.
علاوة على ذلك، كان الطرفان ينشدان “إعادة المكانة للفعل السياسي والحزبي، ومُصالحة المواطنات والمواطنين مع الشأن العام، وإرجاع الثقة في العمل السياسي والمؤسساتي والانتخابي، وتوفير شروط تنافس سياسي شريف وانتخابات سوية وسليمة وخالية من الممارسات الفاسدة”.
تعليقات
0