
حزين من أجل بلدي… هي عبارة تختصر ما يختلج صدور كثيرين اليوم. فالمغرب الذي عرفناه لعقود بوقفاته الحضارية ومسيراته السلمية، بات يشهد صوراً مؤلمة من العنف والشغب والبلطجة، حتى وصل الأمر إلى محاولات اعتداء تمس أرواح الناس وتستهدف المؤسسات. لم نكبر على هذه المشاهد، ولم نتربَّ في أجواء التخريب، بل عشنا دائماً على أمل أن يكون الشارع مدرسة للتعبير السلمي ورافعة للتغيير الإيجابي.
صوت الشارع عبر ميكروفون الألباب 360
في قلب العاصمة الاقتصادية، التقط ميكروفون جريدة الألباب 360 شهادات مختلفة حول ما يجري.
• شاب من المحتجين صرح لنا قائلاً:
“خرجنا من أجل المدرسة والمستشفى وفرصة عمل تحفظ كرامتنا… لم نخرج لنُخرب أو نعطي مبرراً لمن يريد إسقاط الوطن في الفوضى. نحن مع الإصلاح لكن ضد العنف.”
• من جانبه، قال أستاذ جامعي في العلوم السياسية:
“الاحتجاج حق ديمقراطي، لكن حين يتحول إلى عنف يفقد معناه. خط السلمية هو الذي أعطى قوة لمطالب المغاربة عبر التاريخ، وإذا انهار هذا الخط، سنخسر جميعاً.”
• فيما شددت ناشطة حقوقية على التوازن المطلوب:
“الحكومة مطالَبة بالإنصات الجاد للشباب، لكن الشباب أيضاً مطالبون بالحفاظ على سلمية تحركاتهم، حماية المؤسسات ليست واجب الدولة وحدها، بل مسؤولية كل مواطن غيور.”
قراءة وتحليل
تظهر هذه الشهادات بوضوح أن الحزن على الوطن مشترك بين الجميع، لكن المسؤولية أيضاً مشتركة. فالمطالب الاجتماعية والاقتصادية مشروعة، ولا جدال في ذلك، غير أن انزلاقها نحو الفوضى يفقدها قوتها، بل يهدد مكتسبات راكمها المغرب بصعوبة عبر سنوات.
الاستقرار ليس ترفاً سياسياً، بل هو الشرط الأساسي لأي تنمية أو إصلاح. لذلك، فإن معركة اليوم ليست فقط من أجل تحسين التعليم أو إصلاح الصحة، بل أيضاً من أجل الحفاظ على وحدة وطنية ومؤسسات صامدة، تشكل درع الوطن وحصنه.
صرخة وطنية
حزين من أجل بلدي… نعم، لكن حزني لن يتحول إلى يأس. بل إلى نداء صريح: أن نحافظ على سلميتنا، أن نحصن وطننا من كل عبث، وأن نتذكر جميعاً أن المغرب ليس ملكاً لأحد، بل هو بيتنا الكبير الذي نحتمي به جميعاً.
سيظل صوت المغرب الحقيقي أقوى من كل محاولات التخريب: صوت الأمل، صوت البناء، صوت الوحدة، تحت شعار خالد لا يتغير: الله، الوطن، الملك.
تعليقات
0