
في إطار برنامج اللقاءات التواصلية التي تسهر على تنظيمها جمعية الخير للتربية والتكوين والاعمال الاجتماعية بدعم من صندوق الدعم لتشجيع تمثيلية النساء بعمالة إقليم برشيد، احتضنت دار الشباب بمدينة الدروة مساء السبت 04 أكتوبر 2025، اللقاء الثالث من السلسلة، تحت شعار: “المشاركة السياسية للمرأة في أفق المناصفة والحكامة الترابية“.
هذا اللقاء يندرج في سياق تنزيل التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي ما فتئ يؤكد في مختلف خطبه على الدور الريادي للمرأة في المجتمع، وضرورة تمكينها من المشاركة الفعلية في تدبير الشأن العام وصناعة القرار السياسي، بما يعزز مسار المناصفة ويدعم مبادئ الحكامة الترابية.
وقد أطر أشغال هذا الموعد التواصلي كل من الدكتورة زينب القرواني، أستاذة زائرة متخصصة في القانون العام، والصحفي والإعلامي يوسف التبابي، حيث قدما مقاربات أكاديمية وإعلامية حول سبل تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية.

محاور اللقاء
ركزت المداخلات على أهمية:
- التكوين والتحسيس كرافعة أساسية لتمكين النساء من ولوج المشهد السياسي.
- المرافعة باعتبارها آلية لتقوية الحضور النسائي داخل المؤسسات المنتخبة والهيئات التمثيلية.
- دعم الأندية النسوية كفضاءات للتأطير وبناء الكفاءات.

حضور وازن وتفاعل قوي
وقد شهد اللقاء حضورا وازنا لنساء من مختلف الفئات الاجتماعية: سياسيات، موظفات، عاملات في القطاع الحر، إضافة إلى ربات البيوت، ما يعكس حجم الاهتمام المتزايد بقضية مشاركة المرأة في الحياة العامة. التفاعل الكبير من الحاضرات أكد الوعي المتنامي بضرورة مواصلة النضال المؤسساتي والمجتمعي من أجل تعزيز موقع المرأة المغربية في مراكز القرار.
نحو مستقبل قائم على الإنصاف
شكلت النقاشات فرصة لإبراز أن المناصفة ليست مطلبا فئويا فحسب، بل ركيزة لبناء ديمقراطية متوازنة تضع الكفاءة والاستحقاق في صلب الحكامة. كما شدد المتدخلون على أن دعم النساء لا يقتصر على فتح الأبواب، بل يتطلب برامج عملية للتكوين، والتحفيز، ومواكبة المسار السياسي للنساء الشابات.

أصوات من القاعة
في ختام اللقاء، عبرت بعض المشاركات عن آرائهن وانطباعاتهن، حيث قالت خديجة م.، موظفة جماعية: “مثل هذه اللقاءات تمنحنا الثقة في أنفسنا، وتشجعنا على خوض غمار التجربة السياسية دون تردد“.
أما سعاد ب.، وهي شابة جامعية مقبلة على التخرج، فأكدت أن: “الحكامة الترابية تبدأ من إشراك النساء والشباب في القرار المحلي، وهذا ما نفتقده اليوم“.

من جانبها، اعتبرت لطيفة ر.، ربة بيت: “أن صوت النساء لا يجب أن يبقى حبيس البيت، بل عليه أن يصل إلى المجالس المنتخبة والبرلمان“.
هذه الشهادات أجمعت على أن اللقاء شكل فضاءً للتوعية والتحفيز، ورسالة واضحة مفادها أن المشاركة السياسية للمرأة لم تعد خيارا، بل أصبحت ضرورة لبناء مجتمع متوازن ومتكامل.
تعليقات
0