
وسط أجواء من الفخر والانتماء، تتحول جماعة كيسر بإقليم سطات هذه الأيام إلى قبلة لعشاق التراث المحلي وروّاد المنتجات الطبيعية، حيث تنبض ساحاتها برونق الألوان وروائح الأعشاب العطرية، وتصدح أركانها بأصوات العارضين وهم يروون حكايات منتوجات تحمل بصمة الأرض والإنسان. إنها احتفالية اقتصادية وثقافية تواكب ذكرى وطنية غالية على قلوب المغاربة، ذكرى تربع جلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه الميامين.

في هذا الإطار، تحتضن جماعة كيسر من 20 يوليوز إلى 10 غشت 2025، معرضاً للمنتجات المجالية، تنظمه جمعية نيوتن للدعم والتأطير والتنشيط التربوي والثقافي بشراكة مع جمعية البصراوية للتنمية البشرية، وبتنسيق مع المجلس الجماعي لكيسر ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.

ويهدف هذا المعرض إلى إبراز غنى وتنوع الموروث الثقافي والفلاحي للمنطقة، وتكثيف فرص التسويق والترويج للمنتجات المحلية، فضلاً عن تحفيز أدوار المجتمع المدني في دعم التنمية القروية والمحلية. كما يشكل الحدث منصةً لتشجيع التعاونيات والجمعيات الفاعلة في الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وتعزيز مكانة المرأة القروية والشباب حاملي المشاريع في النسيج الاقتصادي المحلي.

ويتضمن المعرض عرض تشكيلة واسعة من المنتجات الطبيعية والتقليدية، من زيوت وأعشاب عطرية إلى مواد غذائية تراثية، إضافة إلى ورشات تحسيسية وتأطيرية موجّهة لفائدة العارضين والزوار، بما يسهم في تطوير مهاراتهم ودعم جودة المنتوج.
ويعد هذا الموعد الاقتصادي والاجتماعي مناسبة لترسيخ مبادئ التنمية المستدامة وتثمين المنتوج القروي، كما يكرس الانخراط الجماعي في الاحتفاء بالمناسبات الوطنية الكبرى وفي مقدمتها عيد العرش المجيد.

ومع كل خطوة يخطوها المعرض نحو النجاح، تتجدد في كيسر معاني الوفاء للوطن والاعتزاز بالهوية، لتبعث رسائل أمل بأن التنمية تبدأ من أرضنا وبأيدينا، وأن الاحتفاء بعيد العرش هو أيضاً احتفاء بإنجازات مغرب يضع الإنسان في صميم مشروعه التنموي.




تعليقات
0