
جريدة الألباب 360 تواكب الحدث الكبير من عين المكان..
في لحظة تاريخية تُلخّص مسار أمة تصنع طريقها نحو المستقبل، أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، يوم الاثنين 13 أكتوبر 2025، على تدشين مشروع صناعي ضخم لصناعة محركات الطائرات (الريّاكتر) بالمنطقة الصناعية “أريوبول” بالنواصر، بشراكة استراتيجية مع مجموعة “سَفران” الفرنسية الرائدة عالمياً في الصناعات الجوية.
وواكبت جريدة الألباب 360 هذا الحدث الكبير من قلب المنطقة الصناعية بالنواصر، حيث عاينت أجواء الفخر الوطني والاعتزاز بالمنجز المغربي الذي يُعدّ سابقة في القارة الإفريقية والعالم العربي، ويُدخل المغرب رسمياً إلى نادي الدول الست الكبرى في صناعة محركات الطائرات.

من الرؤية إلى الريادة
ليس تدشين هذا المشروع حدثاً عابراً، بل ثمرة رؤية ملكية استباقية جعلت من التصنيع المتقدم ركيزة أساسية لبناء اقتصاد وطني متنوع وذكي.
وبفضل هذا المشروع، ينتقل المغرب من مرحلة تجميع مكونات الطائرات إلى مرحلة إنتاج المحركات، أي “قلب الصناعة الجوية”، وهو إنجاز لا تحققه سوى قوى صناعية كبرى في العالم.
شراكة نوعية مع “سَفران”
هذا الإنجاز جاء ثمرة تعاون طويل الأمد بين المغرب ومجموعة “سَفران” الفرنسية، أحد أهم الفاعلين في صناعة الطيران والدفاع. حيث قال أحد المسؤولين بالمجموعة في تصريح لـ”الألباب 360”:
“اختيار المغرب لم يكن قراراً اقتصادياً فحسب، بل رهانا على الكفاءات المغربية، وعلى بيئة صناعية متطورة وموثوقة.”
ويُعدّ المصنع الجديد بنية تحتية فائقة التطور تعتمد الذكاء الصناعي في خطوط الإنتاج، وتُشكل جزءاً من الجيل الجديد للمصانع الذكية في العالم.

صناعة السيادة التكنولوجية
يمثل هذا المشروع قفزة نوعية في مسار التصنيع الوطني، إذ لا يقتصر على خلق الثروة، بل يُجسد الانتقال إلى مرحلة السيادة التكنولوجية.
ومن المنتظر أن يوفر أكثر من 1200 منصب شغل مباشر عالي التأهيل، فضلاً عن آلاف الوظائف غير المباشرة، مما يجعله قاطرة جديدة للنمو الصناعي في جهة الدار البيضاء – سطات.
رؤية ملكية ترسم المستقبل
ويأتي هذا التدشين في سياق الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، التي راهنت منذ عقدين على جعل المغرب مركزاً صناعياً إقليمياً ودولياً في قطاعات عالية التقنية.
ومن السيارات والطاقات المتجددة إلى صناعة الطيران، يواصل المغرب توسيع مجالات تفوقه الصناعي، بفضل إرادة ملكية ثابتة وسياسات منسجمة مع التحولات العالمية.

المغرب يُحلّق بثقة
اليوم، لم يعد المغرب مجرد بلد مضيف للمصانع الأجنبية، بل شريك تكنولوجي يصنع ويبتكر. مشروع النواصر يُعلن بوضوح أن المملكة دخلت عهد الصناعة المعرفية، وأنها تضع البحث والتكوين والابتكار في قلب معادلتها التنموية.
وقال أحد المهندسين المغاربة الشباب، بنبرة لا تخلو من الفخر، لـ”الألباب 360”:
“اليوم نصنع ما يجعل الطائرات تُحلّق… والمستقبل يبدأ من هنا، من أرض مغربية.”
إشعاع مغربي عالمي
بهذا الإنجاز الملكي، يؤكد المغرب أنه يملك من الإرادة والعزيمة ما يؤهله لتبوّؤ مكانته بين الدول الصناعية الكبرى.
إنه ليس مجرد مصنع جديد، بل رمز لنهضة وطنية يقودها جلالة الملك محمد السادس بثقة وبُعد نظر، نحو مغرب يكتب فصوله القادمة بأيدٍ مغربية، وبمحركات من صنعها.




تعليقات
0