
سبعة وعشرون عامًا مرت، كأنها ومضة حبرٍ على ورق الزمن، سبعة وعشرون عامًا وجريدة الأحداث المغربية تنبض بالحياة، تصنع المعنى، وتكتب التاريخ بمدادٍ من المهنية والجرأة والصدق.
لم تكن مجرد جريدة وُلدت في زمن التحولات، بل بيتًا كبيرًا احتضن أجيالًا من الصحافيين، رباهم على القلم والكرامة، وغرس فيهم عشق الكلمة ووهج الحقيقة.
منذ أول عدد صدر، كانت الأحداث المغربية صوتًا مختلفًا، جريئًا، وشاهدًا على التحولات العميقة التي عرفها المغرب. لم تكن تسير خلف الأحداث، بل كانت تصنعها أحيانًا بسبقها الصحفي، وبقدرتها على فتح الملفات الساخنة بشجاعة ومسؤولية.
كانت من أوائل الجرائد التي اقتحمت ملفات الإصلاح السياسي، وحقوق الإنسان، وقضايا الشباب والمرأة، والملفات الاجتماعية الشائكة، مقدمةً نموذجًا في المعالجة العميقة والتحليل الهادئ المتزن.

بهذا، أضحت الأحداث المغربية ضميرًا مهنيًا للوطن، تحاور الواقع وتكشف تناقضاته، دون أن تفقد بوصلتها الوطنية أو حسّها الإنساني.
لقد كانت الأحداث المغربية — وما زالت — الأمّ الحنون التي أنجبت الصحافيين الكبار، واحتضنتهم بحبّها وصرامتها، بأخطائها الجميلة وانتصاراتها النبيلة. كانت وما تزال مدرسة في التكوين، ومنارة في الرؤية، ومختبرًا للجرأة المسؤولة.
ومن رحمها خرجت أسماء وازنة في الصحافة الوطنية، كالأستاذ الغزيوي، والنافع، وبا حسن، وغيرهم من الأقلام التي أسهمت في ترسيخ مكانة الجريدة كمنبر للفكر والبحث والمصداقية.
وفي كل عددٍ جديد، كانت الجريدة تكتب شهادة ميلادٍ أخرى للصحافة الوطنية. لم تخشَ يومًا الغوص في عمق الأسئلة المقلقة، ولا ترددت في الدفاع عن القيم الكبرى: الوطن، الحرية، والكرامة الإنسانية. وهكذا تحولت عبر السنين إلى ذاكرة حية تختزن وجع البلد وآماله، وتحاور زمنه بشجاعة المحبّ العارف.

اليوم، وهي تحتفل بذكراها السابعة والعشرين، تقف الأحداث المغربية على عتبةٍ جديدة من تاريخها، تنظر إلى الماضي بفخر، وإلى المستقبل بثقة. جيلٌ يسلم المشعل لجيل، والحبر لا يجف، والكلمة ما زالت وعدًا بالاستمرار والخلود.
تحية لكل من حمل هذه الشعلة، ولكل من كتب حرفًا في صفحاتها، أو مرّ من دهاليزها متدربًا، أو عاش في ممراتها حلم الصحافة الأول. فالأحداث المغربية ليست جريدة فحسب، بل حكاية وطنٍ تُروى كل صباح، ومؤسسة جعلت من الكلمة بيتًا ومن المهنة قدرًا جميلاً.
من أسرة “الألباب 360” إلى “الأحداث المغربية”: تحية وفاء وتقدير
بهذه المناسبة الغالية، تتقدّم أسرة جريدة الألباب 360 بأحرّ التهاني والتبريكات إلى طاقم الأحداث المغربية، إدارةً وصحافيين وتقنيين، عرفانًا بما قدموه للصحافة الوطنية من جهدٍ رصين، وإبداعٍ متواصل، وإسهامٍ مهنيٍّ راقٍ جعل من الجريدة علامة مضيئة في المشهد الإعلامي المغربي.
إننا في “الألباب 360” نعتبر الأحداث المغربية بيتًا صحافيًا أصيلاً ننهل منه قيم المهنة وأخلاقها، ونرى فيها مدرسةً حقيقية في التكوين والتأثير.
فهنيئًا لهذه الدار الكبيرة بعيدها السابع والعشرين، وهنيئًا للوطن بوجود منابر تؤمن أن الصحافة التزام ومسؤولية، قبل أن تكون مهنة.
دامت الأحداث المغربية منارةً للإعلام الجاد، وبيتًا للصحافيين الكبار، وصوتًا وطنيًا يحمل نبض المغرب… اليوم وغدًا ودائمًا




تعليقات
0