يتميز الفنان أيوب روحال بجملة من المقومات الفنية التي تجعل منه رائدًا للأغنية الشعبية المغربية بامتياز وحاملًا لمشعلها في المستقبل. فهو يمتلك صوتًا قويًا دافئًا يجمع بين الأصالة والتجديد، قادرًا على أداء الألوان الشعبية المختلفة بمهارات عالية وإحساس صادق يصل مباشرة إلى الجمهور، كما يتميز بإلمامه العميق بتراث الأغنية الشعبية وإتقانه لمقاماتها وإيقاعاتها المتنوعة، ما يمنحه قدرة استثنائية على تطويرها دون المساس بهويتها الأصيلة.
إلى جانب ذلك، يحظى أيوب روحال بحضور قوي وكاريزما فنية خاصة، إذ ينجح دائمًا في خلق تواصل حي مع الجمهور، سواء في الحفلات أو المهرجانات داخل او خارج المغرب. يضاف إلى ذلك حرصه المستمر على تكوين فرقة موسيقية محترفة قادرة على مواكبته بأداء متقن يحترم روح الأغنية الشعبية ويمنحها بعدًا فنيًا معاصرًا. كل هذه العناصر مجتمعة تجعل من أيوب روحال فنانًا واعدًا، مؤهلًا لقيادة الأغنية الشعبية المغربية نحو أفق جديد يحفظ أصالتها ويجدد شبابها في الآن ذاته، كما اضافت تجربة مشاركته المتميزة في برنامج تلفزيوني يعنى بالفن الشعبي على القناة الثاني 2M، اذ اعتبر ايوب روحال من الاصوات الفية المتميزة والمؤتت لفقراته التي تركت بصمة فعالة عند الجمهور.
رغم هذا لا يزال الفنان أيوب روحال، ابن مدينة أزمور، يواجه تهميشاً غير مبرر من طرف منظمي المهرجانات الصيفية، في مفارقة تثير أكثر من علامة استفهام حول طريقة تدبير المشاركة الفنية واختيار الأسماء التي تحيي حفلات هذه التظاهرات.
فأيوب روحال، الذي صنع اسماً محترماً له في الساحة الفنية الشعبية بفضل صوته الأصيل وأدائه الذي يجمع بين الحفاظ على التراث وتجديده، يقود فرقة موسيقية محترفة توفر الفرجة والسمعة الجيدة لأي مهرجان، غير أن ذلك لم يشفع له كي يحظى بنصيبه العادل من العروض خلال هذا الموسم الصيفي.
وتشير بعض المصادر إلى أن الفنان الشاب تلقى بالفعل دعوة للغناء في مهرجان مولاي عبدالله أمغار، أحد أعرق المواسم الشعبية بالمغرب، إلا أن المفاجأة كانت في الأجر الزهيد جداً الذي اقترح عليه، وكأنه فنان مبتدئ أو هاوٍ لا يتوفر حتى على فرقة مهنية، علماً أنه يتحمل نفقات موسيقيين محترفين، ويضمن عرضاً فنياً بمستوى يليق بالجمهور وروح المناسبة.
ويعكس هذا الوضع استمرار العقلية القديمة التي ترى في الفنان الشعبي مجرد أداة للترفيه بثمن بخس، دون تقدير لقيمته ولا لدوره في صيانة الموروث الفني وإسعاد جمهور عريض ظل لعقود وفياً لهذا النمط الأصيل.
ويناشد محبو أيوب روحال والمهتمون بالشأن الفني السلطات المحلية والجهات المنظمة لمختلف المهرجانات بإعادة النظر في معايير اختيار الفنانين المدعوين وضمان تكافؤ الفرص، حتى ينال كل فنان حقه المستحق من التقدير المادي والمعنوي، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بفنانين شباب يشقون طريقهم بصعوبة وسط تحديات لا تقل عن تلك التي عاشها الرواد.
إن نجاح الأغنية الشعبية المغربية في الحفاظ على أصالتها وتجديد نفسها، رهينٌ بدعم أصوات جديدة ومجتهدة من طينة أيوب روحال، الذي يواصل التأكيد على أن الإبداع وحده لا يكفي ما لم تحظ المواهب برعاية وتشجيع فعلي.
تعليقات
0