
في موعد ثقافي وتراثي يتجدد، تستعد جماعة المزامزة الجنوبية التابعة لإقليم سطات لاحتضان فعاليات النسخة الثالثة من مهرجان المزامزة الجنوبية، الذي تنظمه جمعية ياقوتة العيسيين للبيئة والتنمية المستدامة خلال الفترة الممتدة من 6 إلى 10 غشت 2025، وذلك تزامنًا مع احتفالات عيد العرش المجيد، واستحضارًا لذكرى وفاة الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه.
يحمل المهرجان هذه السنة شعارًا وطنيًا قويًا: “العالم ينادي: الصحراء مغربية”، في رسالة رمزية تؤكد تشبث الساكنة المحلية بقضايا الوطن الكبرى، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية.
تراث المزامزة في قلب المشهد
وحسب الجهة المنظمة، يسعى المهرجان إلى التعريف بتاريخ منطقة المزامزة وتراثها المتجذر، من خلال برنامج متنوع يجمع بين الفرجة الشعبية وفن التبوريدة، والأنشطة الثقافية والفنية والتجارية.
وسيشارك في عروض التبوريدة هذه السنة ما يقارب 25 سربة تمثل مختلف مناطق جهة الدار البيضاء – سطات، إلى جانب فرق مشاركة من خارج الإقليم، ما يعكس الطابع الجهوي والوطني لهذا الموعد التراثي.

أنشطة ثقافية وفنية متنوعة
يفتتح المهرجان بـمسيرة رمزية لحملة القرآن، انطلاقًا من ضريح الولي الصالح سيدي حمو الشريف نحو فضاء العروض، تتبعها لوحة تمثيلية تجسد حدث المسيرة الخضراء، في إشارة رمزية لتلاحم الشعب المغربي من أجل استكمال وحدته الترابية.
وستعرف الأمسيات الفنية مشاركة فرق موسيقية تراثية، من بينها مجموعة مسناوة، إضافة إلى فرق متخصصة في فن أوتار، وذلك في إطار حرص المنظمين على مزج التراث الفلكلوري الأصيل بعروض التبوريدة المبهرة.
فضاءات للأطفال ومعرض للصناعة التقليدية
المهرجان سيحتضن أيضًا معرضًا مخصصًا للصناعة التقليدية، يهدف إلى تحفيز الرواج الاقتصادي المحلي، وفتح المجال أمام الحرفيين والتعاونيات لعرض منتجاتهم. كما خُصص فضاء ترفيهي للأطفال طيلة أيام المهرجان، في التفاتة إنسانية تُثري البعد العائلي للتظاهرة.
تكريم أبناء الجالية
واحتفاءً بـاليوم الوطني للمهاجر (10 غشت)، سيُختتم المهرجان بتكريم خاص لعدد من أبناء منطقة المزامزة المقيمين بالخارج، اعترافًا بإسهاماتهم في تنمية منطقتهم وتعزيز روابط الانتماء بالوطن.
مهرجان يُراهن على النجاح الجماهيري
ويتوقع منظمو الدورة الحالية أن تشهد إقبالًا جماهيريًا كبيرًا، بالنظر إلى النجاح الذي حققته النسختان السابقتان، والإشعاع المتزايد الذي بات يعرفه المهرجان على المستويين الجهوي والوطني.
مهرجان المزامزة الجنوبية ليس فقط محطة للاحتفاء بالتراث، بل منصة تعكس نبض منطقة متشبثة بتاريخها، ومفتوحة على قضايا الوطن ومستقبل تنميته.




تعليقات
0