Advertisement
Advertisement

كيسر… حين تصهل الخيول ويتعانق البارود مع زغاريد النساء

رضوان منفلوطي الثلاثاء 5 أغسطس 2025 - 10:02

في قلب سهل بني مسكين، حيث تمتد الأرض بسخائها وتتنفس عبق التاريخ، انطلقت، مساء الاثنين 4 غشت 2025، فعاليات الدورة الثالثة عشرة لمهرجان التبوريدة بكيسر، في عرس تراثي يختصر جمال الهوية المغربية وبهاء الفروسية التقليدية.

المهرجان، الذي تنظمه جمعية مهرجان كيسر للثقافة والفنون والتنمية البشرية بشراكة مع المجلس الجماعي لكيسر، جاء هذه السنة متألقًا تحت شعار “صون الموروث.. احتفاء بالهوية المغربية الأصيلة”، ومواكبًا لاحتفالات عيد العرش المجيد.

الافتتاح هذا العام حمل طابعًا استثنائيًا، فقد حضره حضور وازن ضم رؤساء الجماعات المجاورة، وبرلماني المنطقة، وشخصيات مدنية وعسكرية، إلى جانب وجوه من الجالية المغربية المقيمة بالخارج التي حرصت على مشاركة أبناء المنطقة فرحة هذا الحدث التراثي الكبير.

كان المشهد في لحظة الانطلاق أشبه بلوحة أسطورية: عشرات الفرسان، بلباسهم التقليدي الأنيق، مصطفون على صهوات جيادهم، ينتظرون إشارة البداية. وما إن دوّى صوت الطلقة الجماعية حتى اهتزت الساحة تحت وقع البارود، وتعالت زغاريد النسوة، وارتجف الهواء برائحة البارود الدافئة، معلنًا بداية أيام من الفخر والبهجة.

من مدخل المهرجان، تقدّم الفرسان بخطى واثقة نحو “المحرك”، حيث تجمّع جمهور غفير جاء من مختلف جهات المغرب، ومن بلاد المهجر، ليشهد لحظة ولاء للفن التراثي الأصيل. كانت عيون الصغار تتأمل باندهاش، وقلوب الكبار تخفق بحنين إلى أيام مضت، حين كان صوت البارود حدثًا يُكتب في ذاكرة القبيلة.

السيد يوسف السائل رئيس الجماعة الترابية كيسر أكدأن التنظيم هذه السنة سيكون محكمًا ورائعًا، سواء على مستوى استقبال الوفود والجمهور، أو في توزيع الفقرات وضبط مواعيد العروض، وهو ما سيساهم في إنجاح هذه النسخة بشكل لافت، وقد برز جليا شكل المحرك الذي اخذ تصميما قل نظيره من حيث تأثيثه بمدرجات وخيم ملكية للضيوف وزوار المهرجان من اجل راحتهم ومتعة المشاهدة.

مهرجان كيسر ليس مجرد عرض للتبوريدة، بل هو موعد سنوي تتقاطع فيه الحكايات، وتتصافح فيه القبائل، وتتعزز فيه الروابط الاجتماعية. هنا، تتحول الفروسية إلى جسر بين الماضي والحاضر، وإلى مسرح مفتوح تُروى فيه قصة المغرب العريق على ألسنة الخيل وطلقات البارود.

وإلى جانب العروض اليومية للتبوريدة، يفتح المهرجان أبوابه أمام أنشطة ثقافية وفنية موازية، تُثري التجربة وتمنح الزائر فرصة للتعرف على تنوع التراث المحلي. كما يساهم الحدث في إنعاش الحركة الاقتصادية بالمنطقة، من خلال استقطاب آلاف الزوار، مما ينعكس إيجابًا على التجار والحرفيين والأنشطة المحلية.

كيسر، هذا الصيف، ليست كأي مدينة أخرى… إنها عاصمة البارود، وموطن الفرسان، ومسرح الحكايات التي تعيد لسكان المنطقة إحساس الفخر والانتماء.

هنا، يستمر صهيل الخيول في معانقة سماء أغسطس، حتى آخر يوم من المهرجان، تاركًا في القلوب بصمة عشق لتراث لا يموت.

Advertisement
تابعوا آخر الأخبار من قالب الفابريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من قالب الفابريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من قالب الفابريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 - 11:51

هكذا نعى القصري صديقه الملعم باقبو -صورة

الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 - 10:08

المصمم مايكل كورس يختار مراكش لقضاء عطلته -صور

الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 - 08:46

إيكو يعلن وصول “الحب” إلى كندا -فيديو

الإثنين 8 سبتمبر 2025 - 21:30

هل تعيش ابتسام العروسي قصة حب جديدة؟ -صورة