
في زمنٍ تتسارع فيه التحوّلات، لم تعد التنمية تُقاس بالشعارات والخطب الرنانة، بل بالمشاريع التي تُغيّر حياة الناس على الأرض. في هذا السياق، خصّ جمال الدين بوقار، رئيس مركز كفاءات للتشغيل والمقاولة، جريدة الألباب 360 بحوار صريح وعميق، كشف فيه عن رؤيته لمسار البناء الوطني، وعن الدور الحاسم للمجتمع المدني والمبادرات الفردية في صناعة المستقبل.

التنمية تبدأ من القاعدة لا من القمم
منذ البداية، شدّد بوقار على أن التغيير الحقيقي لا يُصنع في المكاتب الفاخرة، ولا يولد من القرارات الفوقية فقط، بل يبدأ من القرى والأحياء، من الجمعيات التي تتحرك بإخلاص، ومن المواطن الذي يرفض دور المتفرج.
“لقد أثبتت تجارب الدول الناجحة أن التنمية الحقيقية تنطلق من المبادرات المحلية، من العمل الجماعي الذي يحوّل الفكرة الصغيرة إلى مشروع وطني”، يقول بوقار بثقة.
المجتمع المدني… القلب النابض للمبادرات التنموية
يرى بوقار أن الجمعيات النزيهة والفاعلين المدنيين الحقيقيين هم الجسر الذي يربط بين هموم الناس وحلول التنمية. فحين تُؤطر النساء والشباب، وتُفتح فرص التشغيل الذاتي، وتُدعم المشاريع الصغيرة، يتحقق التغيير تدريجيًا، لكنه يكون متينًا وواقعيًا.

“نحن بحاجة إلى مجتمع مدني قوي، يتحرك بعيدًا عن الصراعات الجانبية، ويعمل بشراكة ذكية مع الدولة والقطاع الخاص. هذا هو الطريق الصحيح لبناء وطن متماسك”. من الشعارات إلى الأفعال… دعوة لكل المواطنين
في ختام الحوار، وجّه بوقار رسالة مباشرة لكل مواطن مغربي:
“الوطن لن يُبنى بالشعارات وحدها، بل بالفعل الميداني، بالإنجازات اليومية، وبالإخلاص في العمل مهما كانت بساطته. فلنضع جميعًا أيدينا في هذا الورش الوطني الكبير، من مواقعنا المختلفة، ولنجعل من التنمية مسؤولية جماعية.”
بهذه الرؤية المتبصّرة، يضع جمال الدين بوقار إطارًا واضحًا لنهضة تنموية شاملة، تؤكد أن الوطن يُبنى بالجهد الجماعي، لا بالانتظار، وبالعمل الصادق لا بالوعود المؤجلة.




تعليقات
0