Advertisement
Advertisement

يقظة الدرك بسطات.. بين صرامة الميدان ورسالة الثقة

رضوان منفلوطي السبت 6 سبتمبر 2025 - 22:43

سطات – تحقيق صحفي

تشهد جهة سطات منذ سنوات ضغطاً متزايداً بفعل موقعها الاستراتيجي الذي يجعلها ممراً حيوياً لشبكات الهجرة غير النظامية وتجار المخدرات الباحثين عن منافذ بحرية آمنة نحو أوروبا. غير أن القيادة الجهوية للدرك الملكي، تحت إشراف الكولونيل هشام مجاهد، استطاعت أن تحول هذا الضغط إلى مساحة اختبار حقيقية لنجاعة المؤسسة في مقاربة الظاهرة.

نجاحات ميدانية

في الأشهر الأخيرة فقط، تمكنت وحدات الدرك من تفكيك عدة شبكات إجرامية وحجز كميات ضخمة من المخدرات المعدة للتهريب عبر السواحل القريبة من سيدي رحال. هذه العمليات الاستباقية لم تحبط فقط محاولات التهريب، بل كشفت عن بنية معقدة لشبكات عابرة للحدود تعتمد على الدعم اللوجستيكي المحلي والتنسيق مع شبكات دولية.

يقول أحد الفاعلين الجمعويين في منطقة سيدي رحال الشاطئ: “لم نعد نسمع عن قوارب مشبوهة أو تحركات مريبة كما كان في السابق. الحضور الأمني أصبح واضحاً، وهناك ثقة أكبر لدى الساكنة في يقظة الدرك.”

ثقة القيادة العليا

النجاحات الميدانية انعكست مباشرة في قرار القيادة العليا للدرك الملكي تجديد الثقة في الكولونيل هشام مجاهد، الذي تولى منصبه بسطات في غشت 2022. هذه الرسالة اعتبرها مراقبون بمثابة ترسيخ لنهج الحزم الذي أظهره في مواجهة الجريمة المنظمة، مع الانفتاح على المجتمع المحلي لتعزيز ثنائية “الأمن والتنمية”.

تجربة مركزية راسخة

قبل وصوله إلى سطات، شغل مجاهد مناصب حساسة داخل الفرق الوطنية للأبحاث القضائية، حيث عُرف بدقته في إدارة الملفات الكبرى، من شبكات التهريب الدولي إلى قضايا غسل الأموال. أحد زملائه السابقين يصفه قائلاً: “إنه ضابط يجمع بين الصرامة القانونية والقدرة على قراءة خيوط الجريمة العابرة للحدود برؤية استراتيجية.”

مقارنة مع تجارب مماثلة

عند مقارنة الوضع بجهات أخرى عرفت ضغطاً مشابهاً، مثل طنجة-تطوان أو الناظور، يتضح أن مقاربة الدرك بسطات تسير في الاتجاه ذاته، أي الضربات الاستباقية بدل الاكتفاء برد الفعل. الفارق هنا أن المنطقة لم تكن معروفة سابقاً كنقطة ضغط قصوى مثل الشمال، لكن تغير مسارات الشبكات دفعها إلى البحث عن بدائل، وهو ما جعل يقظة الدرك أكثر حساسية.

مجتمع أكثر ثقة

تؤكد شهادات من فعاليات مدنية أن الحضور الأمني في محيط الساحل عزز الطمأنينة لدى الساكنة، خاصة الصيادين وأصحاب الأنشطة البحرية. يقول أحدهم: “قبل سنوات، كنا نتخوف من وجود الغرباء بالمنطقة أو قرب الشاطئ، اليوم الوضع مختلف تماماً، خصوصا واحدات سرية جديدة للدرك الملكي هنا بالسوالم”.

ما وراء الأرقام

النجاحات الأمنية في سطات لا تُقاس فقط بعدد الشبكات المفككة أو الكميات المحجوزة، بل بقدرة المؤسسة على منع تحول المنطقة إلى بؤرة دائمة للجريمة العابرة للحدود. وهذا ما يجعل تجديد الثقة في الكولونيل مجاهد إشارة قوية بأن القيادة العليا تراهن على استمرارية هذا النهج.

رؤية استراتيجية

يبدو أن معادلة “الحزم والانفتاح” التي يقودها الدرك بسطات تحت إشراف الكولونيل هشام مجاهد تعكس فلسفة أوسع داخل المؤسسة، تقوم على:

          •         الحضور الاستباقي في الميدان.

          •         التنسيق مع باقي الأجهزة الأمنية.

          •         الانفتاح على المجتمع المدني لبناء الثقة.

هذه المقاربة تضع جهة سطات في قلب التجربة الوطنية لمكافحة الجريمة المنظمة، وتؤكد أن الدرك الملكي ليس مجرد جهاز ضبط، بل فاعل استراتيجي في حماية الحدود وتعزيز هيبة الدولة.

Advertisement
تابعوا آخر الأخبار من قالب الفابريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من قالب الفابريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من قالب الفابريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الإثنين 8 سبتمبر 2025 - 21:19

جثة مجهولة الهوية قرب معمل مهجور تُحرك شرطة فاس

الإثنين 8 سبتمبر 2025 - 15:00

السيول تحاصر سيارة للنقل المدرسي بتزنيت

الإثنين 8 سبتمبر 2025 - 14:44

والدة شاب توفي في حريق بمراكش تستغيث: حتى تشوى ولدي عاد عيطولنا ومدارو معانا والو -فيديو

الإثنين 8 سبتمبر 2025 - 13:05

شاب يُنهي حياته برمي نفسه من سطح عمارة بفاس