جمال الدين بوقار لـ “الألباب 360”: “النجاح لا يحتاج إلى ضوضاء… يكفي أن تؤمن بنفسك وتعمل بصمت”

في زاوية هادئة، بعيداً عن صخب المناسبات ووميض الكاميرات، جلسنا مع رجل اختار أن يصنع مجده بعيداً عن الأضواء. رجل بدأ من الصفر، لكنه اليوم بات علامة بارزة في ميادين متعددة، من التأليف والنشر إلى العمل الجمعوي. إنه جمال الدين بوقار، الذي فتح قلبه لـ جريدة الألباب 360 ليحكي لنا قصة كفاحه، وتفاصيل رحلته من الظل إلى الريادة.

الألباب 360: بداية، من أين انطلقت قصة جمال الدين بوقار؟

بوقار: انطلقت من بيئة بسيطة لم تكن مهيّأة للحالمين كثيراً. لكنني كنت أؤمن دائماً أن الظروف ليست سوى تحديات علينا أن نتجاوزها. لم أقبل أن أكون رقماً عادياً في الحياة، فعملت بجدّ، درست، وحصلت على دبلومات عليا رغم قلة الإمكانيات. كانت الإرادة هي الوقود الحقيقي الذي دفعني للمضي قُدُماً.

الألباب 360: النجاح الأكاديمي كان محطة مهمة، لكنك اخترت أيضاً مجال الكتابة والنشر. كيف كانت البداية؟

بوقار: البداية كانت مغامرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. الكتابة والنشر، خصوصاً بشكل مستقل، طريق محفوف بالتحديات. لكنني كنت واثقاً أن الكلمة الصادقة تجد دائماً طريقها إلى القلوب. شاركت في معارض الكتاب الوطنية والدولية، وكان الحلم يتحقق خطوة بخطوة، بلا ضوضاء، فقط بالعمل والإيمان بما أكتب.

الألباب 360: لا يخفى أن لك حضوراً قوياً في العمل الجمعوي أيضاً. حدّثنا عن ذلك.

بوقار: صحيح. أؤمن أن النجاح الحقيقي لا يكتمل إلا بخدمة الآخرين. أسست وشاركت في تأسيس جمعيات كثيرة، بعضها أصبح نموذجاً وطنياً ودولياً. لكنني لم أسعَ يوماً وراء الألقاب أو التصفيق. قناعتي دائماً أن العمل الصادق يترك أثره بصمت، وهذا يكفي.

الألباب 360: بعد كل هذه الإنجازات، ما الذي لا يزال يحرك جمال الدين بوقار اليوم؟

بوقار: ما يحركني هو الإيمان العميق بأن التغيير يبدأ من الداخل، من الإنسان نفسه. العون الحقيقي لا يأتي من الخارج، بل من الله أولاً، ثم من اجتهادنا وإرادتنا. ما زلت أواصل الطريق، لأنني أؤمن أن النهاية العظيمة تحتاج دائماً لبدايات متواضعة.

في ختام هذا الحوار، ترك لنا جمال الدين بوقار رسالة واضحة:

“لا تنتظر الظروف المثالية لتبدأ، فالقمة يصعدها من لا يخشون التعب، ومن يملكون إيماناً بأن العمل بصمت أبلغ من ألف خطاب.”