
في محطة مهنية جديدة تُضاف إلى مسار حافل بالعطاء، تُوِّج الزميل المصور الصحفي محمد الوراق، الملقب بـ”الهيبي”، بجائزته الوطنية الرابعة، وهذه المرة في جنس الصورة الصحفية في الصحافة البرلمانية، كاعتراف مستحق بتميزه في التقاط اللحظة البرلمانية بعدسة تحكي، وتوثّق، وتُثير النقاش.
ينتمي الوراق إلى الجيل الذي تدرّج في الميدان من القاعدة، واشتغل باجتهاد واحتكاك مباشر مع واقع الصحافة اليومية، حيث كان من بين الأسماء التي تشرّبت مبادئ المهنة من داخل واحدة من أعرق المدارس الصحفية بالمغرب، جريدة الأحداث المغربية، التي يعتبرها كثيرون “مدرسة الدار الكبيرة”، لما راكمته من أسماء وتجارب وصرامة تحريرية شكلت العمود الفقري لإعلام مغربي حديث.

ومن خلال اشتغاله بهذه الجريدة، كان لـ”الهيبي” شرف المحاكاة والمرافقة لعمالقة الصحافة الوطنية، مما مكنه من ترسيخ ثقافة مهنية عالية وانضباط بصري صار يميز أعماله، خاصة في المشهد البرلماني، حيث لا تمر عدسته مرور الكرام.
ابن درب ميلا، الذي عرفته شوارع الدار البيضاء وملاعبها الشعبية كمحب لكرة القدم ومصور هاوٍ لمباريات “لوسيعة”، بات اليوم أحد الوجوه التي تحظى بتقدير وطني داخل بلاط صاحبة الجلالة، دون أن تفقد بساطته أو صدقه مع الذات.

شغوف، صبور، مرضي الوالدين، ومثابر لا يهدأ، هكذا يصفه من اشتغلوا إلى جانبه، والسر في تميّزه أنه لا يتوقف عن التعلم، ولا يقف عند حدود الإنجاز.
هنيئًا للزميل محمد الوراق بهذا التتويج المستحق، مع أطيب الأمنيات له بمزيد من الإبداع والتألق داخل ميدان لا يعترف إلا بالجدية والمهنية
تعليقات
0