
في قلب الصيف، وعلى أنغام الأمواج ورائحة البارود، تتحول سيدي رحال الشاطئ إلى مسرح مفتوح للفروسية المغربية الأصيلة، حيث تلتقي الذاكرة الوطنية بعراقة فن التبوريدة في مشهد احتفالي يأسر الأنظار ويحيي عبق التاريخ.

تحتضن جماعة سيدي رحال الشاطئ التابعة إدارياً لعمالة إقليم برشيد، وبشراكة مع جمعية مهرجان سيدي رحال الشاطئ، فعاليات موسم التبوريدة من 5 إلى 10 غشت 2025، احتفاءً بثلاث مناسبات وطنية غالية: عيد العرش المجيد، وذكرى ثورة الملك والشعب، وعيد الشباب.

ويعد هذا الموعد واحداً من أبرز التظاهرات التي تجمع بين الفرجة والتراث، حيث يشارك فيه نخبة من سربات الخيالة القادمين من مختلف مناطق المغرب، ليقدموا عروض تبوريدة أخاذة تمزج بين مهارة الفارس المغربي وجمال الفرس العربي الأصيل.

وتتحول ساحة العرض إلى لوحة حية تنبض بالفخر والانتماء، حيث تتعالى الهتافات والزغاريد مع كل طلقة بارود جماعية، في مشهد يحاكي بطولات الأمس ويعكس قدرة الحاضر على صون التراث.
ومع تزامنه مع ذروة موسم الاصطياف، يتوقع أن يشهد الموسم إقبالاً جماهيرياً كبيراً، إذ يجمع بين متعة البحر وروح الموروث الشعبي، في حدث ينعش السياحة المحلية ويدعم الاقتصاد بالمنطقة.

موسم التبوريدة… رافعة سياحية واقتصادية للمنطقة
لا يقتصر موسم التبوريدة على كونه حدثاً فنياً وثقافياً، بل يمثل أيضاً فرصة ذهبية لتنشيط الحركة الاقتصادية بسيدي رحال الشاطئ، حيث تعرف المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم والفنادق ودور الضيافة رواجاً كبيراً خلال أيام الموسم. كما يتيح الحدث فرص عمل موسمية لشباب المنطقة في مجالات متعددة، بدءاً من الخدمات اللوجستية والتنظيمية وصولاً إلى البيع والأنشطة التجارية المرتبطة بالموسم.

وعلى المستوى السياحي، يساهم هذا الحدث في الترويج لصورة سيدي رحال كوجهة تجمع بين السياحة الشاطئية والسياحة الثقافية، ما يجعلها نقطة جذب استثنائية لزوار يبحثون عن تجربة صيفية متكاملة.
وفي تصريح خصنا به السيد مصطفى منجي نائب رئيس المجلس الترابي لسيدي رحلب الشاطئ والمسؤول في لجنة التنظيم، اذ اكد أن نسخة هذه السنة ستكون أكثر تنظيماً وإبهاراً، مع توفير فضاءات للراحة والخدمات، بما يجعل التجربة الاحتفالية مريحة وآمنة للزوار من كل الأعمار وان هذه السنة عرفت مشاركة اكثر من 800 فارس وفارسة..

واضاف السيد منجي: هكذا تثبت سيدي رحال الشاطئ أنها ليست فقط وجهة بحرية، بل أيضاً فضاء يحتضن عبق التاريخ ونبض التراث المغربي الأصيل.
تعليقات
0