
في عالمٍ كثيرًا ما يضع للمرأة حدودًا ويضعف من صوتها، تظهر شخصيات استثنائية تمزّق جدار الصمت وتثبت أن الإرادة لا جنس لها، وأن القوة الحقيقية تولد من الداخل. هناك، في قلب السياسة المغربية، تقف فتيحة جلال شامخة كالأمل في زمنٍ يحتاج إلى نساء يصنعن الفارق بصمتهن وإنجازاتهن، لا بضجيج الشعارات.
فتيحة جلال، المستشارة الجماعية ونائبة رئيس مجلس عمالة المحمدية ونائبة رئيس مجلس جماعة الشلالات، ليست مجرد امرأة اعتلت المناصب، بل هي حكاية صبرٍ طويل، وحلمٍ لم يرضخ لليأس، وإصرارٍ حوّل التحديات إلى سلالم تصعد بها نحو القمة.

في بيئة سياسية اعتاد فيها كثيرون أن ينظروا للمرأة بعينٍ متحفظة، اختارت فتيحة أن تكسر النمط، لا بالكلام، بل بالعمل والنتائج. قاومت النظرات الضيقة والأفكار المسبقة، وواجهت صعوبات الطريق بابتسامة تخفي وراءها عزيمة لا تلين، وكأنها تقول للعالم: قد يمنعونك من الكلام، لكنهم لا يستطيعون إيقافك عن الحلم.
قوتها لم تكن في استعراض الأضواء، بل في بساطة الحضور وعمق الأثر. فهي تؤمن أن القيادة ليست صخبًا ولا عناوينَ براقة، بل مسؤولية تُمارس بصمت وحكمة، لتترك أعمالها تحكي عنها حين يختفي الجميع.

اليوم، تمثل فتيحة جلال نموذجًا يُحتذى به للمرأة التي تكتب قصتها بعرقها وصبرها، وتفتح أبواب الأمل أمام أجيالٍ من النساء اللواتي يبحثن عن مكانٍ لهن تحت شمس السياسة والعمل العام. إنها تذكير حي بأن الإرادة الصادقة قادرة على كسر القيود، وأن المرأة حين تؤمن بنفسها يمكنها أن تحرّك الجبال.
هكذا، تصنع فتيحة جلال طريقها، لا كسياسية فحسب، بل كرمزٍ لكل امرأة قررت أن لا تنتظر الضوء الأخضر من أحد لتبدأ رحلتها نحو المجد.
تعليقات
0