تظاهرة فنية جمعت بين الأصالة والإبداع الشبابي احتفاءً بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء
في أجواء من البهجة والإبداع، احتضنت مدينة سطات يومي 17 و18 أكتوبر الجاري فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الحكي والفكاهة والموسيقى، الذي نظمته جمعية فنانين بلا حدود تحت شعار:
«الثقافة والفن إبداع اقتصادي واجتماعي»
وذلك احتفاءً بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، وبشراكة مع المديرية الإقليمية لوزارة الشباب بسطات وبدعم من المجلس الجماعي لسطات والمديرية الإقليمية للثقافة.
عرفت هذه الدورة، التي توزعت أنشطتها بين مؤسسة ياسمين وقاعة العروض بدار الشباب الحي الإداري بسطات، حضورًا لافتًا لجمهور من مختلف الأعمار، حيث امتزجت لحظات الفرح بالرسائل الفنية الهادفة التي حملها المهرجان في طياته.
إبداع الطفولة في اليوم الأول
استهلت فعاليات المهرجان يوم الجمعة 17 أكتوبر بأنشطة تربوية وترفيهية موجهة للأطفال، تضمنت حكايات تربوية من إبداع الفنان الحكواتي عبد المالك رواوي، وفقرات من فن تقطيع الورق أبدع فيها الفنان محمد فوزير، وسط تفاعل كبير من الأطفال الذين عبروا عن فرحتهم بما قدم من عروض تربوية وفنية ممتعة.
واختتم هذا اليوم بتوزيع الهدايا والشواهد على المشاركين الصغار، في لمسة إنسانية تعكس حرص الجمعية على دعم المواهب الناشئة وتشجيع الطفولة على الإبداع.
ليلة الفن والفرجة في اليوم الثاني
أما مساء السبت 18 أكتوبر، فقد كان موعد جمهور سطات مع سهرة فنية متنوعة احتضنتها قاعة دار الشباب، استُهلت باستقبال الضيوف بالحليب والتمر في أجواء من الدفء والكرم المغربي الأصيل.
وتوالت فقرات الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم بصوت الطفل آدم الغالي، ثم كلمات لكل من رئيس الجمعية وممثل المجلس الجماعي، أكدا فيها على أهمية دعم المبادرات الفنية والثقافية المحلية لما لها من أثر مباشر في إشعاع المدينة وتنمية روح المواطنة لدى الشباب.
وتخللت السهرة فقرات فنية راقية توزعت بين الغناء والفكاهة والموسيقى، من أبرزها:
- أغنية “حكايات ياسمينة“ أداء الفنان محمد دوباج.
- فقرة فكاهية أبدع فيها الفنان الكوميدي سيف الدين بوعيش.
- وصلات غنائية عصرية للفنانة جميلة النبهاني والفنان يوسف اسماعلي.
- ثنائي شبابي متميز L3awd X Amal.
- تكريم الفنان والملحن عبد العالي مسكوكي تقديرًا لعطائه ومساره الفني الطويل.
- عرض كناوي أصيل أحيته مجموعة يرأسها المعلم عمر الغيواني، ألهب حماس الحاضرين بإيقاعاتها التراثية.
واختُتم الحفل بتوزيع الشواهد والهدايا التقديرية، وبتلاوة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
رسالة الفن كقوة تنموية
أكد منظمو المهرجان أن هذه الدورة جاءت لتجدد الرهان على الثقافة والفن كرافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتجسيدًا لروح الإبداع التي تميز أبناء مدينة سطات، خصوصًا في صفوف الشباب والأطفال الذين يشكلون نواة المستقبل الثقافي للمغرب.
بهذه الروح، يواصل مهرجان الحكي والفكاهة والموسيقى بسطات مسيرته كموعد سنوي راسخ، يجمع بين المتعة والإفادة، ويؤكد أن الفن ليس مجرد ترفٍ، بل قوة مجتمعية قادرة على بناء الوعي وترسيخ قيم المواطنة والإبداع.
تعليقات
0