تفاصيل الدورة الثانية والعشرون للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش

“سعيدٌ للغاية بالعودة إلى مراكش، هذا المهرجان النابض بالحياة الذي يوحّد الأفراد من مختلف أنحاء العالم بفضل قوة السينما وتأثيرها. يسعدني أن أكون عرّاب ورشات الأطلس 2025، آملاً أن أتعلم الكثير من هذا الموعد، أنا والمخرجون الذين سألتقي بهم. لديّ قناعة راسخة بأنّ السينما أداة رائعة لاستكشاف الواقع وفهم الآخر، بعيداً عن الصور النمطية، وأنّه ينبغي أن نستخدمها للتركيز على ما يجمعنا، لا على اختلافات الآراء التي قد تكون بيننا.” يقول كريستيان مونجيو.

ورشات الأطلس، القلب النابض لبرامج الأطلس
منذ انطلاقتها سنة 2018، تشكل ورشات الأطلس جوهر برامج الأطلس، وهي المنظومة التي تحتضن اليوم جميع المبادرات المهنية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. ومن خلال هذه التسمية، يعزز المهرجان انسجام أنشطته وتماسكها، كما يؤكد التزامه الراسخ بدعم الدينامية الفنية للجيل الجديد من المخرجين المغاربة والعرب والأفارقة، في مختلف مراحل إنتاج وتوزيع أعمالهم. وبفضل جودة مبادراتها واتساقها، تواصل منصة الصناعة السينمائية للمهرجان توسيع برامج الدعم التي تقدمها خلال هذه السنة، مستندة على تكامل وتضافر جهود مختلف فعاليات برامج الأطلس.

مواعيد جديدة وبرامج موسعة
تم إطلاق برنامج جوائز أطلس للتوزيع سنة 2023، بهدف تشجيع تداول الأفلام في العالم العربي وإفريقيا، ويشهد هذا البرنامج توسعا نوعيا هذه السنة من خلال إضافة بارزة: لقاءات الأطلس للتوزيع. سيجمع هذا الموعد في مراكش نحو ستين خبيرا متخصصا في التوزيع السينمائي من إفريقيا والعالم العربي وأوروبا. فعلى مدى أربعة أيام، سيتاح للمشاركين اكتشاف مجموعة من الأفلام العالمية التي تعرض ضمن فعاليات المهرجان، إلى جانب أعمال عربية وإفريقية في مرحلة ما بعد الإنتاج تم اختيارها للمشاركة في ورشات الأطلس. تهدف هذه اللقاءات إلى تعزيز فرص التبادل، وتحفيز التعاون، ودعم مكانة السينما في المنطقة.

في نفس الإطار، سيواصل المهرجان تطوير البرنامج المهني منصة الأطلس، الذي صمم خصيصا لتنمية مهارات المنتجين المغاربة الشباب. وإلى جانب استقبال دفعة جديدة من المنتجين، ستحتضن منصة الأطلس دورة جديدة في 2025 مخصصة للمخرجين المغاربة الحاملين لمشاريع أفلام قصيرة في مرحلة الإنتاج أو ما بعد الإنتاج، حيث سيستفيد المشاركون من مواكبة فردية خلال الورشات.
ويجمع البرنامج بين جلسات عمل جماعية، وجلسات توجيه فردية، ولقاءات تفاعلية تتقاطع مع باقي آليات برامج الأطلس، ما من شأنه أن يعزز التواصل والحوار بين المهنيين.

اختيار يتميز بتنوع ثقافي كبير

ستقدم ورشات الأطلس خلال سنة 2025 ما يلي:

● 12 مشروعا في مرحلة التطوير (10 أفلام روائية وفيلمان وثائقيان، من بينها 5 أفلام طويلة أولى) من 9 دول هي: أنغولا، بوركينا فاسو، مصر، الأردن، لبنان، المغرب، موزمبيق، فلسطين، وتنزانيا؛
● 10 أفلام في مرحلة التصوير أو ما بعد الإنتاج (9 أفلام روائية، وفيلم وثائقي واحد، من بينها 5 أفلام طويلة أولى) من 7 دول هي: مصر، غانا، لبنان، المغرب، فلسطين، جمهورية الكونغو الديمقراطية، واليمن؛
● 5 مشاريع مغربية في قسم نظرات على الأطلس (5 أفلام روائية في مرحلة التطوير، جميعها أفلام طويلة أولى)؛
● فيلم مغربي واحد في المرحلة النهائية للتصوير ضمن قسم عروض الأطلس للأفلام، يسعى للحصول على عرض أول في المهرجانات.

من خلال المشاريع الـ 28 المقدمة، ستسلط ورشات الأطلس 2025 الضوء على حكايات مؤثرة وحميمية، تحملها أصوات من ثقافات ومناطق متعددة. تعكس هذه الأفلام تنوع السينما العربية والإفريقية، وعمق المواضيع التي تتناولها: الروابط الأسرية، الحوار بين التقليد والحداثة، السعي نحو الهوية، الطفولة الجريحة، التحرر، المصالحة، الصمود. كما تعكس أيضا صوت الأقاليم التي تقاوم، وإيقاظ الوعي البيئي، والحاجة المتجددة دوما لإعادة اختراع الذات. وتشمل هذه المجموعة مؤلفين سبق أن أثبتوا حضورهم وأسماءهم، إلى جانب مواهب جديدة.
ستشهد هذه الدورة الجديدة عرضًا مميّزًا للفيلم الجديد للمخرجين الفلسطينيين إسكندر قبطي (الحائز على النجمة الذهبية لمهرجان مراكش سنة 2024 عن فيلم «يِنعاد عليكو») ومها حاج (مخرجة «أمور شخصية» و«حمّى البحر المتوسّط»).
كما سيتم كذلك تقديم الفيلم المقتبس عن رواية أوغستين سوندي كوليبالي “الآلهة المنحرفون” (1982) للمخرج البوركينابي أبو بكر سنكاري (الذي أخرج “ذهب الحياة” الذي شارك في ورشات الأطلس سنة 2022). وسيقدم المخرج الأردني أمجد الرشيد (مخرج فيلم “إن شاء الله ولد”، المشارك في ورشات الأطلس سنة 2022 وأسبوع النقاد بمهرجان كان 2023) مشروع فيلمه الجديد.

كما ستحتفي ورشات الأطلس 2025 بمخرجين يتميزون برؤى جريئة ومتفردة، من بينهم التنزاني أميل شيفجي (مخرج فيلم “شد الحبل” الذي شارك في مهرجان تورنتو 2021)، والمصريان جاد شاهين (مخرج ” الترعة” الذي عرض في قسم “سيني فونداسيون” – مهرجان كان 2023)، ومحمد حماد (مخرج “أخضر يابس” الذي اختير في مهرجان لوكارنو 2016). كما تضم اللائحة الغاني أمارتي أرمار (الذي أخرج “تسوتسو”، المشارك في المسابقة الرسمية للفيلم القصير – مهرجان كان 2022). ومن لبنان، يشمل الاختيار كلا من فاتشي بولغورجيان (مخرج “ربيع” الذي شارك ضمن أسبوع النقاد بمهرجان كان 2016)، ورامي قديح، الذي عرضت أعماله في أسبوعي المخرجين، وفي مهرجان لندن السينمائي الدولي التابع لمعهد الفيلم البريطاني، ومنية عقل، التي تعود بفيلمها الروائي الطويل الثاني بعد “كوستا برافا – لبنان” (الذي شارك في مهرجان البندقية 2021)، بالإضافة إلى خبيرة المونتاج ميشيل تيان، التي تخوض تجربتها الإخراجية من خلال أول فيلم روائي لها.

بالنسبة للمغرب، تضم القائمة المخرجات بسمة الرقيوي (المشاركة في منصة الأطلس 2024)، وزينب واكريم (مخرجة “أيور” (قمر)، المتوج في قسم “سيني فونداسيون” – مهرجان كان 2023)، وليلى المراكشي (مخرجة “ماروك” و”روك القصبة”)، وأسماء المدير (الحائزة على النجمة الذهبية لمهرجان مراكش 2023 عن فيلم “كذب أبيض”). كما سيكشف المخرج محمد زين الدين، حصريا، عن المشاهد الأولى من فيلمه الروائي الجديد، وذلك ضمن قسم عروض الأطلس للأفلام. من جهة أخرى، يستضيف قسم نظرات على الأطلس خمسة مشاريع أفلام روائية طويلة في مرحلة التطوير، يقدمها المخرجون المغاربة حليمة الخطابي، رضا لحمويد، زهوى الراجي، أيوب اليوسفي، شادين صفي الدين التازي ولينا الطاهري.